لماذا أنشأت حساب تويتر يا معالي رئيس الوزراء؟
لماذا أنشأت حساب تويتر يا معالي رئيس الوزراء؟
إقبال التميمي
عندما ينشيء أي شخص مسؤول أو فرد عادي حساباً على تويتير ويبدأ بالتغريد، هذا يعني أن له مصلحة في توصيل رسالة للآخرين ويتوقع ضمناً أن يردوا على تغريداته لأن تويتير هو إحدى قنوات التواصل. كما أن إنشاء حساب تغريد يعني بأنه اعتراف بتويتير كأداة تواصل، وهذا الفرد مسؤول عن كل ما يغرد به للآخرين. تماماً كما كان يفعل كاتب الرسالة وكاتب العمود الصحفي أو ضيف برنامج الراديو أو التلفزيون أو كاتب الرسالة الالكترونية (الإيميل).
بالنسبة للوزراء والشخصيات السياسية والديبلوماسية، لا بد أنهم يعلمون تماماً أنهم محسوبون على مواقعهم الحكومية. وعليهم واجب الرد على أي تغريدة نتجت كرد على تغريداتهم. لأن الديبلوماسية لم تعد تستغرق أسابيعاً أو أشهراً من السفر على ظهور الخيل مع وفد لزيارة قوم آخرين، لتبيلغ كبيرهم رأي دولتة في أمر يهم الطرفين. أكرمنا الغرب، الله يخلف عليه، باستحداث تقنيات الحاسوب وما نتج عنها من آليات تواصل سريعه جعلت من مهام البعثات الدبلوماسية محصورة في التعييد والمباركة والاحتفالات التقليدية لزيادة التعريف بالبلد وبالنهاية تشجيع الاستثمار والسياحة فيه.
لذلك عندما يغرد رئيس وزراء، كان في يوم ما مديراً للتلفزيون الرسمي والناطق الرسمي باسم الحكومة في عدد من الحكومات و وزير إعلام، مثل ناصر جودة يوم الثاني من سبتمبر بأنه مرهق في سفرية ما ويذكر أماكن هبوطه. لا أظنه يتوقع من القاريء أن يقول له سلامة بقابيق رجلين معاليك يا سعادة رئيس الوزراء. ان شاء الله رجلين قطة الجيران ولا رجليك. التغريد يعني إبلاغ المهتمين بمشاويره المحسوبة على حكومته بما يجري وما تقوم به حكومته من جهود لإصلاح خلل ما. وبالتالي يتوقع منه الرد على أي سؤال متعلق بتغريدته، خصوصاً عندما تكون هناك أزمة لاجئين وقتلى وغرقى. وعندما يكون الرد مجرد الرد بكلمة واحدة “نعم” أو “لا”.
عندما يغرد مسؤول عربي دون أن يتنازل للرد على من اهتموا بتغريدته لسبب مهني أو حتى فردي، فهذا يدل على عدم احترامه لرأي الناس، وتضخم غدة الأنا لديه وتضاؤل معلوماته حول قدرات الأفراد والماكينة الإعلامية في تفسيخ أداء حكومته المتعلق بالشفافية وحق المواطن بمعرفة ما يجري، خصوصاً وأن تكاليف الرحلات الرسمية تقتطع من لحم أكتاف الشعب. وأن مساهمته في تعتيم بصمتة الكربونية التي تخلفها وسائل مواصلاته عليها عداد رغم أنه غير مرئي.
المطلع على أوضاع منطقة الشرق الأوسط يعلم تماماً أن كل شخصية سياسية التصقت بمقعدها نتيجة وهم أنه إرث عائلي، يتم في يوم ما استئصاله من هذا الكرسي بمشرط جراحة الشعب.وربنا يستر من اليد الجراحية للشعب عندما يغضب أو يجوع. لأن يده ترتجف وتركيزه يتبدد.
للأسف الشديد لا يستغرق المسؤول البريطاني ثوانٍ في الرد علينا كصحفيين لكن محاولاتنا في الانتماء ورقع ما خَرَم البعض منا تواجه باستهتار من قبل المسؤولين العرب. أتساءل إن كان معاليه قد اطلع على بنود مؤتمر المغتربين الذي عقد منذ أقل من شهرين في الأردن أم لا تحت رعاية ملكية سامية أم لا. لأن المغترب ذكي ويعرف تماماً الفرق بين احترامه لشخصه كإنسان واحترامه فقط عندما يستطيع أن يكون مروجاً للسياحة والاقتصاد والاستثمار وبوقاً مدافعاً عن وطنه.
رحم الله الملك حسين عندما حنى قامته بكل ما حملت من مكانة سامية ليرد على سؤالي وأنا ما زلت طفلة في السابعة من العمر فرأيته منذ ذاك الحين مارداً.