السفارة الأردنية في لندن تكرّم النساء المغتربات في عيد الاستقلال

السيدة كريمة عودة حمارنة

السيدة كريمة عودة حمارنة

 بقلم إقبال التميمي

من المؤكد أن تقدم الدول وتحضّرها يقاس بمقدار الحريات والمساواة والعدل التي يتمتع بها المجتمع بشكل عام. وأحد معايير هذا التقدم يتضح بمقدار احترام المرأة التي تشكل نسبة النصف من المجتمع، وذلك بالاعتراف بكفاءاتها وتقدير عطاءها العملي والاحتفاء بنجاحاتها ومنحها جميع الفرص الممكنة للتقدم في كل مجال.

لم تختلف احتفالات السفارة الأردنية في لندن بمناسبة عيد الاستقلال عن المتوقع. حضور كثيف من مندوبي السفارات المختلفة والإعلام وأبناء وبنات الجالية المغتربين بحضور وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مندوباً عن الحكومة البريطانية. مشاركة الطرفان الأردني والبريطاني في كلمات وإحصائيات ومعلومات وتذكير بتاريخ المملكة التي حملت أعباء استقبال الأشقاء المهاجرين. ثم الإشادة بالعلاقات الوطيدة بين كل من المملكتين، المتحدة والهاشمية الأردنية على مستويات عدة من ضمنها السياسية والعسكرية والتعليمية. وهدايا تذكارية تم توزيعها على الحضور بهذه المناسبة التاريخية. لكن المغاير للعادي أن الجوائز التقديريه لهذا العام كانت من نصيب النساء الأردنيات المغتربات ممن لهن دور ريادي في خدمة كل من المملكتين عبر سنوات من العطاء الاجتماعي والمهني.

السيدة هيفاء فاهوم الكيلاني

السيدة هيفاء فاهوم الكيلاني

قام سعادة السفير مازن حمود بتكريم سيدتين تحملان كلا من الجنسيتين الأردنية والبريطانية لتقديمهن خدمات كانت بمثابة جسر تواصل حضاري عكس احترام واعتراف الدولتين الصديقتين بدورهن الفاعل. المكرّمة الأولى، السيدة هيفاء فاهوم الكيلاني التي من ضمن نشاطاتها العديدة كان تأسيس ورئاسة المنتدى العربي العالمي للمرأة. و الثانية السيدة كريمة عودة حمارنة التي شغلت رئاسة بلدية “بلاك اند بيرن وذ دارون” البريطانية لمدة عام وعملت سابقاً في القوات المسلحة الأردنية في مجال التمريض برتبة ملازم اول.

للأسف الشديد الجاليات العربية في بريطانيا هي المجتمعات الوحيدة التي لا تملك منصّة تشجيع للمغتربين أوالاعتراف بكفاءاتهم وأدوارهم الريادية. يعترينا الحزن ونحن نشارك سنوياً في احتفالات التجمعات الآسيوية المختلفة والتي قام بعضها مشكوراً بضم العنصر العربي تحت مظلته أحياناً واحتفى بكفاءات بعضنا لاشتراكهم معهم في العقيدة. تثير هذه الحقيقة مشاعر الحزن وتساؤلات حول مدى جهل المؤسسات العربية بالدور العملاق الذي يقوم به كل مغترب ناسجاً من نشاطاته جسر عبور حضاري للتقارب مع المجتمعات الأخرى، إضافة إلى تحمله عبء تحسين الصورة المغلوطة عن المواطن العربي الذي كثيراً ما يتم الخلط بينه وبين المتشددين والمتعصبين والكارهين للآخر والمتخلفين إنسانياً ممن يقومون بأعمال جاهلة تحت مظلة عقاب جماعي لأبرياء لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بمن ينسجون السياسات الداخلية أو الخارجية. لذلك كان احتفاء السفارة الأردنية بعطاءات المغتربين بمثابة قطرة ندى سقطت على جفاف عتبنا على أمة رغم امتلاكها للأموال والاستثمارات في بريطانيا بشكل كثيف، إلا أنها حرمت أبناءها من الاستثمار فيهم كعنصر بشري يمثل درعاً شفافاً في غاية القوة لحماية الوطن العربي بشكل غير مباشر.

احتفالات السفارة الأردنية في لندن بمناسبة عيد الاستقلال

احتفالات السفارة الأردنية في لندن بمناسبة عيد الاستقلال

نتسائل عن سبب عدم وجود حفل سنوي عربي يحتفي بالمجتهدين من العرب في المهجر. ونستغرب غياب استراتيجية تقوم على ربط وتشبيك بين هذه الكفاءات وبين أوطانها بينما أصبحت صورة العربي مرتبطة بالعنف.

كمغتربين وكنساء عربيات يجتهدن في المهجر نشكر لفتة السفارة الأردنية في الاعتراف بجهود المرأة كسفيرة لوطنها في الخارج. ونتمنى على الدول العربية مجتمعة أن تبدأ بصناعة منصة احتفاء جامعة بالعرب المغتربين في بريطانيا أسوة بالمجتمعات الأخرى.

إقبال التميمي/ مديرة المرصد الإعلامي للصحفيات العربيات في بريطانيا

Share this post Share on FacebookShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on LinkedInEmail this to someone

Related posts

Should a Sample of Customers Decide the Fate of Local Food Producing Businesses in the UK?

Should a Sample of Customers Decide the Fate of Local Food Producing Businesses in the UK?

Should a Sample of Customers Decide the Fate of Local Food Producing Businesses in the UK?  By Iqbal Tamimi   Being a supporter of local businesses for ethical and environmental reasons, and a veteran journalist who covered hundreds of promotional campaigns while working in...

المفوضية الأوروبية تهدد ايطاليا باتحاذ اجراءات تأديبية ضدها

هددت المفوضية الأوروبية إيطاليا باتخاذ إجراءات تأديبية ضدها بسبب ارتفاع الدين العام للبلاد. حذرت بروكسل من أن إيطاليا قد تواجه غرامة بقيمة 3.5 مليار يورو بسبب خطط الإنفاق الطموحة التي تقوم بها لخفض ضريبة الدخل ، وإصلاح نظام المعاشات التقاعدية ، وإدخال حد أدنى مضمون للأجور - مما يضيف إلى ديون...

Do you wear an apron or a cape? Indian women can help you to chose

Do you wear an apron or a cape? Indian women can help you to chose

Arab women, especially in the Gulf region, do not know much about Indian women except the disadvantaged poor ones who were forced to work in their homes under hellish conditions. I admire Indian women, especially many smart ones I met during my work and travels, too many that I can't...

Leave a comment