الملكة أحلام..مهزلة إعلامية تكرّس عبودية الشباب لشخصيات مهزوزة
الملكة” أحلام..مهزلة إعلامية تكرّس عبودية الشباب لشخصيات مهزوزة”
نسخة مريضة من برنامج أمريكي كانت بطلته باريس هيلتون، تم تقييفه بشكل مزري وأكثر تفاهة لعرضه على شبكة قنوات دبي التي قامت بالتزمير والتطبيل له مطولاً إلى درجة أقنعتنا بانتظاره للمتابعة على أمل مشاهدة برنامج فريد يشحن المواهب العربية الشابة بالأمل والإبداع فماذا شاهدنا في الحلقة الأولى؟
بدأت الحلقة بكلمة “أنا” وهذا شيء متوقع من “أحلام” التي لا يختلف اثنان على أنها لا تفوت فرصة لاستعراض وتضخيم الأنا لديها بطرق مختلفه. أحياناً بإطلاق ألقاب على نفسها وتدوير اللقب إلى أن يصبح علكة الجمهور، مثل لقب أنا الـ”ملكة”، وأحياناً أخرى باستعراض مجوهراتها وملابسها والحديث عن ثروتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحياناً أخرى بإدعاء أنه تم تكريمها من قبل جهات ذات ثقل ثقافي كما فعلت عام 2006 وعام 2007 حين ادعت بأنها حصلت على دكتوراه فخرية من الأمم المتحدة، التي كذّبت ادعاء أحلام فيما بعد حتى أن الأمين العلمي العام للأكاديمية الدكتور «محي الدين سليق»، أكد حينها عدم علمه بالموضوع نهائياً .
وصفت أحلام نفسها بأنها تغني كما غنت ملكة تدمر. لا أدري من سمع ملكة تدمر تغني وقام بمقارنة غناءها مع أحلام. لكن كمية الكوسا المفرومة مباحة في بعض الطبخات الإعلامية.
ادعت أحلام بأنها نموذج يفتخر بالعرب والعربيات ومع ذلك أطلقت على برنامجها لقب “ذي كوين” بالانجليزية وكررته مراراً وظهر على الشاشة بالانجليزية. كمية الهفوات في برنامجها تعجز عن الحصر في هذه المساحة المحدودة المخصصة لنقد الإعلام العربي.
اختارت أحلام عنصر التخويف المشاركات لسبب لا يعلمه سوى الله. فمن حارسها الشخصي “يوغا” الذي يشير بإصبعه بطريقة مبتذله لهن بالتحرك، إلى فزّاعة بشرية قام بدور المحقق “إدمون” أثناء ربط شريط على أعين المشاركات أثناء التحقيق، ورغم أن أول أبجديات العمل التلفزيوني يفترض به الاهتمام بالسلامة العامة، إلا أن مخرج البرنامج ظن أن من الإبداع وجود ضوء مدلّى لمستوى يسمح بطرق رأس كل مشارك تم إعماء بصره بعصابه، رغم عدم وجود مبرر لموضع تلك الإضاءه في ذلك المكان بالذات مع وجود عصابة العينين. صرخات الفزّاعة الذي لعب دور المحقق على المشاركات وتوجيه أسئلة لا علاقة لها بالإبداع جميعها تدور حول التأكد من الطاعة العمياء لأحلام. كما أن الاستعراض الهزيل من مقدمي البرنامج وردات الفعل المبالغ بها من المشاركين تدل على ضعف شخصياتهم وهشاشة تكوينهم النفسي. وتأليه لمغنيّة أطلقت عليهم لقب “الحلّوميون” نسبة إلى اسمها وليس لجبنة الحلّوم الشهيرة.
بعض محاولات أحلام لتهويل مكانتها كان يمكن ابتلاعها مع بعض الشراب الفوّار، عدا ادعاءها أن الجمهور العربي توجّها ملكة لعالم الغناء. لم نسمع عن هكذا استفتاء ولم نشارك فيه. وإن كانت أحلام ملكة فمن تكون أم كلثوم أو من تكون فيروز..ادعاء معيب حتى لو كانت أحلام ذات صوت جميل. الفنان الحقيقي متواضع يخجل حتى من مديح الآخرين له.
تصوير المشاركات في البداية وهن يحنين رؤوسهن كما يفعل العبيد أمام السادة ودفع المشاركين بعضهم البعض اختيارات مثيرة للغثيان تشذّ عن أخلاقيات الانتاج الاعلامي الذي يفترض به أن يرفد الشباب بكل ما هو ايجابي.
“أنا تخليت عن حياتي كلها لأثبت نفسي للملكة أحلام”
“أنا سبب وجودي هنا هو سبب واحد لرؤية الملكة أحلام”
“أنا أضوي أصابعي شمعة شمعة شمعة شمعة لأفوز بقلب الملكة أحلام”
“لو قالت لي نطّي من فوق برج خليفه أو اطلعي بالهيلوكبتر وطيري حمامة ..حاعمل”
“الفوز الحقيقي إننا نشوف أحلام”
“لدرجة تتركي زوجك وأولادك عشان تكوني مع أحلام”
كانت هذه بعض المقاطع التي تم اختيارها لتعبر عن مشاعر المشاركات بينما
الشباب الذين أبدوا ذكاء وتحدثوا بثقة تم إبعادهم عن البرنامج منذ الحلقة الأولى في خطوة لترسيخ حالة من الإذلال. قالت إحدى المشاركات “هي عطست وكانت هاي عطسة أحلام”… سبحان الله الذي جعل عطسة أحلام ماركة مسجّلة.
محاولة إبكاء المشاركات من خلال الرعب أو الصراخ هي ألعاب مراهقين ولا تنتمي لعالم الإعلام الترفيهي أو التثقيفي بأي حال من الأحوال. السؤال يبقى…كيف استطاعت أحلام أن تقنع المسؤولين عن هذه القنوات بعرض برنامجها الذي سيهبط بمستوى احترام الجمهور المثقف للقناة كما تفعل مركبة فقدت السيطرة على مكابحها.